عبد الحليم حافظ – العندليب الأسمر - : النشأة و المسيرة الفنية ، أبرز الأعمال و الجوائز الفائز بها
وُلد
عبد الحليم حافظ، و اسمه الحقيقي عبد الحليم علي شبانة، يوم 21 يونيو 1929 في قرية
الحلوات بمحافظة الشرقية في مصر، توفيت والدته بعد ولادته بأيام، و فقد والده بعد
ذلك بفترة قصيرة، فنشأ يتيماً في كنف خاله، و لقد ظهرت موهبته الموسيقية مبكراً، و
كان يعزف على آلة "الكلارينيت" و هو طفل صغير، التحق بمعهد الموسيقى
العربية بالقاهرة، و تخرّج منه عام 1948، حيث تخصص في قسم التلحين، عمل بعدها
مدرساً للموسيقى لفترة قصيرة، قبل أن يبدأ مشواره الفني كمطرب و ممثل، ساعدته
صداقته القوية مع الموسيقار محمد الموجي، و كمال الطويل، و محمد عبد الوهاب، على
دخول الوسط الفني بثقة، لقب بـ "العندليب الأسمر" لجمال صوته و رقته، و أصبح
واحداً من رموز الفن العربي في القرن العشرين.
المسيرة الفنية
بدأ
عبد الحليم مسيرته الغنائية الاحترافية عام 1951 بأغنية "صافيني مرة"،
التي قوبلت في البداية بفتور من الجمهور، لكنه أصر على الاستمرار، و نجح في كسب
قلوب المستمعين، امتاز بأسلوب غنائي جديد، يمزج بين العاطفة و الحداثة، ما جعله
محط اهتمام كبار الملحنين و الشعراء، قدم أكثر من 200 أغنية، معظمها عاطفية و وطنية،
كما دخل مجال التمثيل السينمائي، حيث شارك في 16 فيلماً، كانت فترة الخمسينيات و الستينيات
أوج عطائه، فغنى لمناسبات وطنية عدة مثل تأميم قناة السويس و نكسة 1967 و نصر 1973،
عانى عبد الحليم طيلة حياته من مرض البلهارسيا، لكنه استمر في العطاء حتى وفاته في
30 مارس 1977، حيث ترك إرثاً فنياً ضخماً جعله خالداً في الذاكرة العربية.
أبرز الأعمال الفنية
⬛ الأغاني
العاطفية:
- صافيني
مرة: 1953
- جانا
الهوى: 1958
- أهواك: 1960
- موعود:
1961
- قارئة
الفنجان:1967
- زي
الهوى:1969
- فاتت
جنبنا: 1973
⬛ الأغاني
الوطنية:
- الله
يا بلدنا الله: 1956
- احنا
الشعب:1956
- عدى
النهار: 1967
- بلدنا: 1970
- صباح
الخير يا سينا:1973
⬛ الأفلام
السينمائية
- لحن
الوفاء (1955): أول
أفلامه، شاركته البطولة شادية، و أخرجه إبراهيم عمارة.
- الوسادة
الخالية (1957): من
أشهر أعماله الرومانسية، أمام لبنى عبد العزيز، و من إخراج صلاح أبو سيف.
- حكاية
حب (1959): بطولة
مريم فخر الدين، من إخراج حلمي حليم، و قد حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً.
- يوم
من عمري (1960): شاركته
البطولة زبيدة ثروت، و أخرجه عاطف سالم، و يُعد من كلاسيكيات السينما المصرية.
- معبودة
الجماهير (1965): بطولة
شادية، و إخراج حلمي رفلة، تناول قصة حب بين مطرب و ممثلة وسط أجواء فنية
مشوّقة.
- أبي
فوق الشجرة (1967): آخر
أفلامه، مثّل فيه مع نادية لطفي، و أخرجه حسين كمال، و تميّز بجرأته في الطرح
آنذاك.
الجوائز التي فاز بها
- وسام
الجمهورية من الرئيس جمال عبد الناصر(1964)
- جائزة
أفضل مطرب عربي من مهرجان القاهرة السينمائي(1965)
- تكريم
خاص من الإذاعة المصرية بمناسبة مرور 20 سنة على مشواره (1970)
- درع
الاستحقاق من الاتحاد العربي للفنانين (1975)
- بعد
وفاته أطلقت وزارة الثقافة المصرية اسمه على العديد من القاعات الفنية
أبرز الأنشطة الموازية
- تأسيس
شركة "صوت الفن" : شارك في تأسيسها مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، و كانت
من أوائل شركات الإنتاج الموسيقي التي دعمت الأغنية الحديثة و ساهمت في نشرها
عربياً.
- دعم
المستشفيات التي تعالج مرضى البلهارسيا: خصّص جزءاً من دخله لدعم
الأبحاث الطبية و المستشفيات، خاصة بعد معاناته الشخصية من المرض.
- رعاية
المواهب الشابة: دعم عدداً من الفنانين
الصاعدين مثل محمد ثروت و عفاف راضي، و قدّمهم في حفلاته و مناسباته الخاصة.
- تقديم
برامج إذاعية موسيقية: عمل في الإذاعة المصرية
بداية مشواره، حيث قدّم برامج مثل "أغاني الشباب" مما ساعده في فهم
أذواق الجمهور.
- تشجيع
الشعراء الجدد: منح فرصاً لعدة شعراء
شباب في ذلك الوقت مثل عبد الرحمن الأبنودي، مما ساعد على تجديد النص الغنائي
العربي.
الخاتمة
يُعد
عبد الحليم حافظ أحد أعمدة الموسيقى العربية، و قد شكّل صوته و إحساسه مدرسة فنية
فريدة لا تزال تلهم الأجيال الجديدة، جمع بين الموهبة الفطرية و الاحتراف الفني، و
استطاع أن يمس قلوب الجماهير عبر مختلف الأنماط الغنائية من العاطفة إلى الوطنية،
و رغم معاناته الطويلة مع المرض، لم يتوقف عن العطاء، بل حوّل ألمه إلى إبداع، لا
تزال أغانيه تبث يومياً و تُردد في كل المناسبات، ما يدل على خلود فنه في الذاكرة
الشعبية، و بفضل تاريخه الحافل، تحول من مجرد مطرب إلى رمز وطني و عاطفي يمثل وجدان
الأمة العربية، العندليب الأسمر لم يمت، بل بقي حيّاً في قلوب محبيه، شاهداً على
زمن من أزمنة الطرب الجميل.