شجرة الأركان: الموطن، معطيات تقنية، القيمة الغذائية، فوائد و موانع الإستعمال

شجرة الأركان: الموطن، معطيات تقنية، القيمة الغذائية، فوائد و موانع الإستعمال

موطن شجرة الأركان و ظروف نموها

تنمو شجرة الأركان بشكل طبيعي و فريد في الجنوب الغربي للمغرب، خاصة بمنطقة سوس، و هي منطقة شبه جافة تتميز بتربة فقيرة و مناخ قاسٍ، تتحمل هذه الشجرة الجفاف و ارتفاع الحرارة، و تستمد قوتها من جذورها العميقة الممتدة بحثًا عن الماء، و تعتبر شجرة الأركان من الأنواع المتكيفة بيئيًا، حيث تساهم في الحفاظ على التربة من الانجراف و التصحر، تصنفها منظمة اليونسكو كتراث طبيعي عالمي نظراً لأهميتها البيئية و الاجتماعية، تنمو هذه الشجرة ببطء و تبدأ في الإثمار بعد حوالي 5 سنوات، و تستمر في الإنتاج لما يقارب 200 سنة، ما يجعلها مصدرًا مستدامًا للزيت الثمين الذي يستخرج من حبوبها.

معطيات عامة و تقنية عن شجرة الأركان:

  • الاسم العلمي : Argania spinosa
  • العائلة النباتية : Sapotaceae
  • الموطن الأصلي : الجنوب الغربي للمغرب، خصوصاً منطقة سوس.
  • الارتفاع : من 8 إلى 10 أمتار.
  • العمر الافتراضي : تصل إلى 200 سنة أو أكثر.
  • نوع التربة : تتحمل التربة الفقيرة و الصخرية.
  • مقاومة المناخ : تتحمل الجفاف و درجات الحرارة المرتفعة.
  • الجذور : عميقة جداً، تصل حتى 30 مترًا أحياناً.
  • موسم الإزهار : من شهر أبريل إلى شهر يونيو.
  • بداية الإثمار : بعد حوالي 5 سنوات من الزراعة.
  • نوع الثمار : حبة بيضاوية الشكل تحتوي على نواة صلبة بداخلها من 1 إلى 3 بذور.
  • الإنتاج السنوي : تختلف حسب الظروف، من 5 إلى 30 كيلوغرامًا للشجرة.
  • المساحة المزروعة بالمغرب : تفوق 800 ألف هكتار.
  • التصنيف البيئي : محمية من طرف اليونسكو كمجال حيوي فريد.
  • الأهمية الاقتصادية: مصدر دخل لتعاونيات نسائية و مجتمعات محلية.

موسم و طريقة جني حبوب الأركان حتى مرحلة الزيت

يبدأ موسم جني حبوب الأركان عادة في فصل الصيف، ما بين شهري يوليوز و غشت، و يتم الجمع بطريقة تقليدية عبر التقاط الثمار من الأرض أو عن طريق ضرب الأغصان بعصا لتساقطها، بعد الجمع تُجفف الثمار تحت أشعة الشمس لعدة أيام، ثم تُكسر يدويًا لاستخراج النواة الصلبة، تُفتح النواة بحرفية لاستخراج الحبات الصغيرة التي تُحمص للحصول على زيت غذائي، أو تُستخدم دون تحميص لاستخراج زيت تجميلي، بعد ذلك تُطحن الحبات في مطاحن حجرية أو آلات حديثة، ثم تُعصر لاستخراج الزيت، يُترك الزيت ليستقر و يصفى طبيعيًا قبل تعبئته، و يُعتبر إنتاج لتر واحد من زيت الأركان عملية شاقة قد تتطلب حوالي 30 كيلوغرامًا من الثمار.

القيمة الغذائية لزيت الأركان

  • غني بالأحماض الدهنية الأساسية (أوميغا 6 و 9).
  • يحتوي على فيتامين E بتركيز عالٍ (أكثر من زيت الزيتون).
  • يحتوي على مضادات أكسدة طبيعية تحارب الشيخوخة.
  • يحتوي على الستيرولات النباتية المفيدة للقلب.
  • خالٍ من الكوليسترول و المواد الكيميائية الصناعية.

فوائد استعمال زيت الأركان

  • يرطّب البشرة و يقلل من التجاعيد.
  • يعزز صحة الشعر و يمنع تقصفه.
  • يساهم في خفض ضغط الدم و الكوليسترول.
  • يحسّن الهضم و يقوي جهاز المناعة.
  • يسرّع من التئام الجروح و الحروق الطفيفة.

موانع استعمال زيت الأركان

  • يُمنع استعماله عند وجود حساسية من المكسرات.
  • لا يُنصح باستخدامه للأطفال دون استشارة طبية.
  • يجب عدم الإكثار من تناوله لتفادي اضطرابات هضمية.
  • في حالة الحمل أو الرضاعة، يُفضل استشارة الطبيب.
  • تجنب استخدام الزيت غير المصفى لأنه قد يحتوي على شوائب.

استعمالات أخرى لحبوب الأركان

  • تُستخدم الكسبة (بقايا العصر) كعلف طبيعي للماشية.
  • يُستعمل قشر الحبة في التدفئة كمصدر وقود تقليدي.
  • تُحوّل الحبوب إلى مستحضرات تجميل كالصابون و الماسكات.
  • تدخل في صناعة الكريمات المرطبة و زيوت التدليك.
  • تُستخدم في وصفات المطبخ المغربي كالطاجين و السلطات.

خاتمة

زيت الأركان ليس فقط منتوجًا طبيعيًا ذا قيمة غذائية و جمالية عالية، بل هو أيضًا رمز للتراث المغربي الأصيل و المستدام، يمتزج فيه العمل اليدوي المتقن مع الطبيعة الكريمة، ما يجعل منه منتجًا نادرًا و مطلوبًا عالميًا، استخداماته المتعددة تجعله حلاً طبيعياً للعناية بالجسم و الصحة، شرط استعماله باعتدال و تحت إشراف عند الضرورة، كما يشكل مصدر دخل مهم للنساء القرويات في التعاونيات، مما يعزز التنمية المحلية و المساواة الاجتماعية، في زمن العودة إلى الطبيعة و المنتجات العضوية، و يبقى زيت الأركان واحدًا من الكنوز التي يقدمها المغرب للعالم، نابضًا بالحياة من قلب شجرة معمرة، شاهدة على التاريخ و التنوع البيئي الغني.

 

تعليقات