تقنية المسحاح –السكانير-: نبدة تاريخية و معطيات تقنية ، إسهام التقنية في مختلف المجالات

 تقنية المسحاح –السكانير-: نبدة تاريخية و معطيات تقنية ، إسهام التقنية في مختلف المجالات

نبذة تاريخية :

تعود جذور تقنية المسحاح –السكانير- إلى أوائل القرن العشرين، لكن التطور الفعلي بدأ في الستينيات، فأول جهاز سكانير طبي تم تطويره سنة 1971 بواسطة المهندس البريطاني جودفري هونسفيلد، الذي عمل على ابتكار التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan) في الثمانينيات، و بعدها ظهرت أجهزة السكانير الضوئي لتوفير حلول رقمية لمسح الوثائق و الصور، حيث أصبح استخدامها شائعًا في مختلف القطاعات، و بمرور الوقت تطورت هذه الأجهزة لتشمل تقنيات أكثر دقة، مثل الليزر و التصوير ثلاثي الأبعاد، مما أدى إلى تحسين جودة المسح و سرعته، اليوم تُستخدم تقنية السكانير في الطب، الهندسة، الأمن، و الصناعات الرقمية، مما يجعلها جزءًا لا غنى عنه في الحياة الحديثة.

مبدأ التقنية :

تعتمد تقنية السكانير على إرسال أشعة (ضوئية، ليزرية، أو أشعة سينية) نحو الجسم أو المستند المطلوب مسحه، ثم استقبال الأشعة المنعكسة و تحليلها رقميًا، في السكانير الطبي، مثل التصوير المقطعي  (CT)، تُستخدم الأشعة السينية لأخذ عدة مقاطع من الجسم و تجميعها في صورة ثلاثية الأبعاد، أما في السكانير الضوئي، فيُستخدم المستشعر ضوئي لالتقاط تفاصيل الصورة و تحويلها إلى بيانات رقمية، و تطورت هذه التقنية لتشمل السكانير ثلاثي الأبعاد، الذي يستعمل الليزر أو التصوير الحجمي لإنشاء مجسمات رقمية دقيقة تُستخدم في الهندسة و التصميم الصناعي.

معطيات تقنية :

أنواع أجهزة السكانير:

o السكانير الطبي  ( CT Scan، MRI، PET Scan).

o السكانير الضوئي (المكتبي، المحمول، سكانير الوثائق).

o السكانير ثلاثي الأبعاد (ليزري، فوتوجرامتري، صناعي).

o السكانير الأمني (في المطارات، فحص الطرود).

مكونات أجهزة السكانير:

o مصدر الإشعاع (أشعة سينية، ليزر، ضوء مرئي).

o مستشعر التقاط الصورة أو الأشعة المنعكسة.

o معالج البيانات لتحويلها إلى صورة رقمية.

o برمجيات تحليل الصورة.

خصائص التقنية:

o دقة عالية في التصوير و التحليل.

o إمكانية إنشاء صور ثنائية أو ثلاثية الأبعاد.

o سرعة في المسح مقارنة بالطرق التقليدية.

o قابلية التخزين و المشاركة الرقمية.

إسهامات التقنية في مختلف المجالات

الطب :

أحدثت تقنية السكانير ثورة في المجال الطبي، حيث تُستخدم في تشخيص الأمراض، فحص الإصابات، و توجيه العمليات الجراحية، حيث أصبح السكانير بالأشعة المقطعية (CT) يساعد في اكتشاف الأورام، الكسور، و مشاكل الأوعية الدموية بدقة عالية، بينما يعتمد التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) على الحقول المغناطيسية لتوفير صور تفصيلية للأنسجة الداخلية.

الأمن و المراقبة :

تلعب أجهزة السكانير دورًا أساسيًا في تعزيز الأمن، حيث تُستخدم في المطارات لفحص الأمتعة و المسافرين، و في المؤسسات الحساسة للكشف عن المواد الخطرة، فالسكانير بالأشعة السينية يكشف عن الأسلحة و المتفجرات داخل الحقائب، بينما تعتمد الأنظمة الأكثر تطورًا على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات في الوقت الفعلي و زيادة دقة الفحص.

الصناعة و الهندسة :

يُستخدم السكانير ثلاثي الأبعاد في التصنيع و الهندسة العكسية لإنشاء نماذج دقيقة للقطع الصناعية، مما يتيح تطوير تصميمات متطورة و تحسين الإنتاج، كما يساعد في فحص جودة المنتجات و اكتشاف العيوب في المواد دون الحاجة إلى تفكيكها، مما يساهم في تقليل التكلفة و تحسين الكفاءة.

الفنون و التراث :

ساهم السكانير في حماية التراث الثقافي، حيث يُستخدم في توثيق الآثار و الفنون عبر المسح ثلاثي الأبعاد، ما يسمح بترميم القطع الأثرية و إعادة بنائها افتراضيًا، كما يُستخدم في كشف الطبقات الخفية في اللوحات الفنية، مما يساعد المؤرخين و الفنانين على دراسة الأعمال القديمة دون الإضرار بها.

سلبيات التقنية :

في المجال الطبي :

o تعرض المرضى للإشعاعات في الفحوص المتكررة.

o ارتفاع تكلفة أجهزة السكانير و صيانتها.

o الحاجة إلى خبرة عالية لتفسير الصور الطبية بدقة.

في الأمن و المراقبة :

o انتهاك الخصوصية بسبب الفحوص التفصيلية في بعض الأجهزة.

o احتمال حدوث أخطاء في الكشف تؤدي إلى تعطيل المسافرين أو الاشتباه الخاطئ.

في الصناعة و الفنون :

o الحاجة إلى أجهزة باهظة الثمن لإنجاز مسح دقيق.

o تعقيد بعض البرمجيات التي تتطلب تدريبًا مكثفًا لاستخدامها بكفاءة.

خاتمة :

أصبحت تقنية السكانير عنصرًا أساسيًا في مختلف مجالات الحياة، حيث هذه التقنية توفر دقة و سرعة في التصوير و التحليل، مما ساهم في تطور مجالات عدة كالطب، الأمن، الصناعة، و الفنون، و مع ذلك لا تخلو هذه التقنية من التحديات، مثل التكلفة المرتفعة و التأثيرات الصحية المحتملة، مما يستدعي تطوير تقنيات أكثر أمانًا و كفاءة، في المستقبل من المتوقع أن تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي و الحوسبة المتقدمة في تحسين أداء أجهزة السكانير، مما سيعمل على جعل هذه التقنية أكثر تطورًا و فعالية، و رغم السلبيات يبقى السكانير من بين الابتكارات التي غيّرت شكل العالم الحديث، و ساهمت في تحسين جودة الحياة، و سرّعت من وتيرة التطور في مختلف القطاعات.

 

تعليقات