دائرة تولسا "مركز الكون" : لغز الهندسة الصوتية

 دائرة تولسا "مركز الكون" : لغز الهندسة الصوتية

مقدمة

عندما نفكر في مفاهيم الفضاء و الكون، قد يتبادر إلى أذهاننا الفضاء الخارجي و الأجرام السماوية، و لكن في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما، يوجد مكان يطلق عليه "مركز الكون" ، لا علاقة له بالنجوم و المجرات، بل هو نقطة غامضة تحمل معها ظاهرة صوتية فريدة جذبت انتباه السكان المحليين و السياح على حد سواء، يعد مركز الكون في دائرة تولسا معلمًا غريبًا و مميزًا يكمن في وسط المدينة، حيث يمكن للزوار اختبار تأثير صوتي غامض و مثير للإعجاب، يوحي و كأن هناك نقطة مركزية للكون تقع هناك.

موقع مركز الكون

يقع "مركز الكون" في وسط مدينة تولسا، و تحديدًا عند تقاطع شارع آرتشر و شارع بوسطن، بالقرب من جسر سكة حديد قديمة و منتزه تولسا المركزي، الدائرة نفسها ليست مميزة بصريًا بشكل خاص، حيث تتكون من بقعة خرسانية صغيرة و مستديرة مرصوفة بالأحجار المتفرقة على سطح الأرض، مما يجعلها تبدو عادية و غير لافتة للنظر للوهلة الأولى، و مع ذلك تكمن جاذبية هذا المكان في خصائصه الصوتية الفريدة التي جعلته محط أنظار الكثير من الأشخاص الذين يرغبون في تجربة هذا اللغز.

المعطيات العامة عن المكان

"مركز الكون" هو نقطة صغيرة في الأرض محاطة بدائرة قطرها نحو مترين و نصف، هذه الدائرة تمثل موضع الظاهرة الغريبة التي يشتهر بها المكان، و هي تتعلق بالصوتيات بشكل أساسي، عندما يقف شخص ما في مركز الدائرة و يتحدث بصوت عالٍ، فإنه يسمع صدى صوته يتردد بطريقة غريبة و مضخمة داخل المنطقة، بينما لا يمكن لمن يقف خارج الدائرة أن يسمع الصدى بنفس الطريقة.

الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن تلك الظاهرة لا يمكن تفسيرها بسهولة من قبل العلماء أو المهندسين الصوتيين، فهي تختلف عن ظواهر الصدى المعروفة مثل التي توجد في الأماكن المفتوحة أو المساحات المغلقة الكبيرة، الصوت داخل مركز الكون يتردد بطريقة تبدو و كأنها تُعاد إلى المتحدث نفسه بشكل مضاعف و غير مألوف، الزائرون الذين يختبرون هذه الظاهرة يتحدثون عن شعور غريب بأنهم في "فقاعة صوتية" معزولة تمامًا عن العالم الخارجي.

أبرز خصائص مركز الكون

1.      الظاهرة الصوتية الفريدة: يعد مركز الكون في تولسا مشهورًا بسبب الظاهرة الصوتية التي تحدث عندما يتحدث أحدهم داخل الدائرة، إذا وقفت في مركز الدائرة و تحدثت، ستسمع صوتك يتردد بقوة و وضوح غير عاديين، يمكن أن يبدو الأمر كما لو أن الصوت يتضاعف و يعود إليك من مصدر غير مرئي، يصف البعض التجربة بأنها تشبه الوقوف في غرفة صدى غير مرئية، بينما يلاحظ آخرون تأثيرًا يشبه "الإغلاق الصوتي" حيث يصبح الصوت مكتومًا خارج الدائرة و لا يسمعه الآخرون بوضوح.

2.      التجربة الشخصية و التفاعل مع المكان: واحدة من أكثر الأمور المثيرة حول مركز الكون هي التفاعل الشخصي الذي يختبره الزائرون، لا يمكن لأحد أن يشعر بتأثير هذه الظاهرة إلا إذا كان يقف في المركز نفسه، عندما يحاول شخص آخر الوقوف خارج الدائرة و سماع الصوت، فإن التجربة تكون مختلفة تمامًا، حيث لا يتمكن من سماع نفس التأثيرات الصوتية كما يسمعها الشخص داخل المركز، هذا التفاعل الشخصي مع المكان يخلق تجربة فريدة، مما يجعل الزائرين يتذكرون زيارتهم لمركز الكون كشيء غامض و ساحر.

3.      تاريخ غامض و غير موثق: على الرغم من الشعبية التي حاز عليها مركز الكون في العقود الأخيرة، إلا أن تاريخه غامض إلى حد ما، لا توجد معلومات مؤكدة حول من أنشأ هذه الدائرة أو ما إذا كان ذلك تم عمدًا أو بالصدفة، بعض التكهنات تشير إلى أن هذا التأثير الصوتي قد يكون نتاجًا غير مقصود لعملية بناء قديمة في المنطقة، مثل إنشاء الجسور أو الأنفاق أو خطوط السكك الحديدية التي قد تكون قديمة، و من المحتمل أن يكون المكان قد تم اكتشافه بالصدفة من قبل سكان المدينة الذين لاحظوا تلك الظاهرة الصوتية أثناء مرورهم في المنطقة.

4.      مكان شهير للسياح و الفنانين: نظرًا للطبيعة الغامضة و الفريدة من نوعها للمكان، أصبح مركز الكون في دائرة تولسا معلمًا سياحيًا شهيرًا، لا يجذب المكان الزوار المحليين فقط ، بل العديد من السياح من خارج المدينة و حتى من خارج البلاد، إضافة إلى ذلك يعتبر المكان وجهة مفضلة للفنانين و المصورين الذين يستخدمون هذا الموقع لإقامة فعاليات فنية و معارض غير تقليدية، يمكن أن تجد في بعض الأحيان موسيقيين يعزفون داخل الدائرة لتجربة التأثير الصوتي الفريد على موسيقاهم.

5.      عدم وجود تفسير علمي دقيق: حاول العديد من الخبراء دراسة "مركز الكون" و فهم الظاهرة الصوتية الفريدة التي تحدث فيه، و مع ذلك لم يتم التوصل إلى تفسير علمي قاطع حول سبب حدوث تلك الظاهرة، يرجح البعض أن الظاهرة ترتبط بالانعكاسات الصوتية الناتجة عن البنية المعمارية في المنطقة، مثل الأبنية المجاورة أو الجسر القريب، آخرون يعتقدون أن الأمر قد يكون نتيجة لتداخلات صوتية ناجمة عن الطبقات الخرسانية المختلفة التي قد تكون مدفونة تحت الأرض، ومع ذلك يبقى المكان لغزًا غير محلول يعزز من جاذبيته و غموضه.

الختام

يبقى "مركز الكون" في دائرة تولسا أحد أكثر المواقع غموضًا و إثارة للدهشة في العالم، على الرغم من مظهره المتواضع و العادي، إلا أن التجربة التي يقدمها فريدة من نوعها، مما يجعله وجهة لا مثيل لها، سواء كنت مهتمًا بالهندسة الصوتية أو ببساطة ترغب في خوض تجربة غريبة و مثيرة، فإن زيارة مركز الكون ستقدم لك تجربة لا تنسى، هذا الموقع ليس مجرد نقطة على الخريطة، بل هو دعوة لاستكشاف الفضاء الصوتي و فهم أسراره التي لا تزال عصية على الفهم الكامل.

 

تعليقات